الخميس، 15 ديسمبر 2011

مذكراتي





فتحت الدرج , نظرت إليها , أحسست بفيض من المشاعر لم يسبق أن شعرت بها . أخذتها , قلبتها يمنة و يسرة بين يدي , فتحتها لأقرأها , و كأن شريط حياتي بدأ يمر أمام عيني . قلبت صفحاتها صفحة صفحة ,بدأت ذاكرتي ترجع للوراء يوماً بيوم , ساعةً بساعة , دقيقة بدقيقة , حتى ثانيةً بثانية .
أذكر كل موقف مر بي . حلو و مر , محرج ومضحك . قلت لنفسي " ليت تلك الأيام تعود " .
سقط نظري على ورقة كنت قد دسستها بين أوراق مذكرتي , كانت رسالة من إحدى صديقات الماضي . في تلك اللحظة بالذات رأيت صورتها تمر بسرعة البرق في ذهني , شرعت فوراً بالتفكير فيها , تذكرت مواقفنا معاً في المدرسة و كيف كنا نجلس بالساعات على الهاتف , تذكرت نظراتها البريئة , حديثها الذي تملؤه الشفافية , بسمتها التي تمحو كل هم يصيبني . بدأت أشعر أن العالم ضاق بي لفراقي إياها و غيرها الكثيرات .علمت حينها أن الدنيا يجب أن تأخذ من نحب ,و لن نستطيع تغيير ذلك .
فرجعت لمذكراتي بدأت بقراءتها بتمعن . بقيت ساعات في غرفتي فقط لأقرأها , كنت قد دسست فيها أفكاري و مشاعري , و حياتي بأسرها . استوقفتني صفحة كنت قد كتبت فيها بعض مشاعري و طول هذه الأيام و الشهور نسيتها , حقاً للمذكرات فوائد .
فمنذ أن لمست يدي غلافها ذهبت إلى عالم آخر , حتى لا أذكر أني كنت في غرفتي , بل لا أذكر أني في العالم الذي أعيش فيه .
فوثقت بها و كنت أصارحها بكل أريحية عن كل شيء في حياتي فهي لن تخونني أبداً. فأخذتها و دسستها بكل ما فيها في إحدى أدراج غرفتي كنت أثق أنه لن يصل إليها أحد .
أوه . هذا أذان العصر  شرعت إلى سجادتي و صليت فرضي و دعوت الله أن يغفر لكل من أحبه و أكن له الإحترام .
وقلت لنفسي "هنيئاً , لمن يستطيع تدوين تاريخه ليتعلم من أخطاءه و يتفاداها في المستقبل و يتذكرها "  لن أتركك يا مذكراتي , إنك كالحصن المنيع يحمي مشاعري و أفكاري , لهذا لن أتركك أبداً .

قالب تدوينة تصميم بلوجرام © 2014