السبت، 30 يناير 2016

غربة من نوع آخر.






كنت أتأمل صورة صورتها من مدة ليست بالطويلة
أستطيع أن أذكر كل ما بداخلها .. حقاً
أتأملها بقلبي قبل عقلي
أتأملها بمشاعري و كل جوارحي .

هذه الصورة جسدت معاني كثيرة لا توصف بالكلمات .

أعلم أنها قد تبدو لوهلة مجرد أبواب و جدران و نوافذ
لكنها بالنسبة لي أكثر من ذلك بكثير
أعمق من كونه مجرد منزل
عشت فيه أجمل أيامي
قضيت فيه قدراً كبيراً من عمري

أحببت تلك الراحة في حياتي
تركت فيه روحي
و ما زلت أسميه منزلي


إليه انتمائي
ذكرياتي الجميلة فقط هناك
ماضيي يسكن هناك
روحي ما زالت هناك

لا أستطيع ذكره بدون بكاء
كان يجسد كل مرادفات السعادة لي
لكني كنت طفلة لم أشعر بمعنى السعادة التي تحتويه

 تركته دون سابق إنذار
أو حتى لحظة وداع
باغتني الوقت
لم اكن أعلم أنني سأنتقل في هذا اليوم بالذات

كم أكره تذكر التاريخ . لأنه يوم فراق

أحب كل زواياه
كل جدار يحكي حكاية
كل غرفة لها ذكرى خاصة
أثاثها يتكلم عن ذوق رفيع

غرفتي كانت مساحتي الخاصة
كبرت و ترعرعت فيهاحضنتني في أفضل حالاتي
و كانت معي في أسوء لحظاتي

عشت فيها أحلى أيامي و أمرها

حاولت المضي قدماً و التأقلم مع حياتي الجديدة
لكنني لم أستطع
رغم أني أجبرت على التأقلم


لم يكن لدي خيار
سوى المضي
مضيت و كلي حطام .

 

ها انا ذا في مكان لم أشعر يوماً أنه مكاني
رغم أنه في الحقيقة ملكي وحدي
لكنني حقيقة فقدت الراحة التي كانت تلازمني أنذاك

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى        فما الحــب إلا للحبيب الأول
و كم من منزل في الأرض يألفه الفتى      و حنينه دوماً لأول منزل
                                                                                     أبو تمام ..
                         

 بطريقة ما البيت الثاني يلامس قلبي و يصف بدقة ما بداخلي. 


بعد مضي أربع سنوات أكتب 
ما كنت و لا زلت أشعر به 
من غربة داخل وطني 
و في مكاني .



الصورة من تصويري الخاص 

قالب تدوينة تصميم بلوجرام © 2014